لتحميل هذه الصفحة
ملف word
اضغط هنا
الشيخ سعد الدين الجباوي
{ رحمه
الله }
* نسبه الشريف
* مولده و نشأته
* سند الشيخ في الطريقة
السعدية
* مؤلفات الشيخ
* كرامات الشيخ
* ذرية الشيخ
* المراجع
الحمد لله رب العالمين الذي أطلع في قلوب أحبابه بالمعارف الإلهية
وأسبغ عليهم نعمه لظاهرة والخفية , والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص
بأعظم شرف وأكرم عطية وعلى آله وأصحابه أصحاب النجدة والحمية وسلم تسليماً
كثيراً
أما بعد : فهذه نبذة عن سيرة القطب الرباني والغوث الجليل الصمداني العارف
بالله الحسيب النسيب السيد الشريف فرع الشجرة النبوية وطراز العصابة
الهاشمية بحر الأسرار الراوي أبو الفتوح الشيخ سعد الدين الجباوي[1] الشيباني[2] الجناني[3] الحسني
[4] الحسيني
[5]
- نسبه الشريف :
1.
هو الإمام الكبير والصوفي الشهير مربي المريدين ومرشد السالكين العارف
بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الإدريسي الحسني الحسيني
قدس الله سره العزيز.فهو عريق الأصلين كريم النسبين فهو : سعد الدين بن
العلامة الشيخ يونس الشيباني الشيبي المكي الحسني بن السيد عبد الله
الشيباني الحسني (المهاجر من طرابلس الغرب إلى مكة المشرفة) بن سيدي يونس
الشيباني (دفين جبل غريان في طرابلس الغرب) بن مولاي علي الشريف الجناني
(نزيل أم جنان نواحي الأربعة في طرابلس الغرب )بن مولاي البحر الرائق كنز
العلوم والحقائق صاحب الإمداد والعرفان السيد مؤيد الدين شيبان (صاحب
الرواق في جامع الزيتونة بتونس) بن مولاي سعد الله الشهير بشيبان (دفين
الزاوية الشيبانية الكائنة في قابس بتونس) بن مولاي عبد الرحمن الأكبر بن
مولاي علي المحجوب (دفين مكناس بالمغرب) بن مولاي عبد الله دفين مراكش
بالمغرب بن مولاي عمر الإدريسي (دفين فاس بالمغرب) بن صاحب الحظ الأوفر
مولاي ادريس الأنور (دفين فاس بالمغرب) بن مولاي ادريس الأكبر الذي شرفه
الله بفتح المغرب بن الإمام عبد الله المحض الشهير بالكامل الحسني بن
الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط سيد شباب أهل الجنة عليه السلام
بن الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه من زوجته السيدة فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين بنت سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد
r.
هذا نسب سيدنا سعد الدين الجباوي من جهة أبيه وأما من جهة أمه فهو بن
السيدة العابدة الزاهدة أم الخير ولية الله عائشة بنت السيد أيوب بن السيد
عبد المحسن بن السيد يحيى المكي بن السيد محمد المهدي المكي بن السيد محمد
أبي القاسم بن السيد الحسن القاسم بن السيد الحسين الرضي المحدث بن السيد
أحمد الأكبر الصالح بن السيد موسى الثاني بن السيد الإمام ابراهيم
المرتضى بن السيد الإمام موسى الكاظم بن السيد الإمام حعفر الصادق بن السيد
الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام علي زين العابدين بن الإمام سيد شباب
أهل الجنة أبي عبد الله الحسين الشهيد رضي الله عنه بن السيد الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من سيدة نساء العالمين السيدة
فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
r.[6]
ـ روي أن الشيخ العارف بالله ابراهيم الأنور حفيد القطب العارف بالله الشيخ
سعد الدين الجباوي رضي الله عنه سأل جده عن نسبه فقال الشيخ : يقول الله
تعالى في كتابه الكريم:( إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً وكواعب أتراباً
وكأساً دهاقاً لايسمعون فيها لغواً ولا كذاباً جزاء من ربك عطاء حساباً .)[7] أي ولدي : نسب التقوى الزمه إذا انتسب الناس إلى
الأسلاف من الآباء والأجداد فانتسب أنت إلى تقوى الله تعالى فذلك النسب
الذي لا ينصرم حبله ولا ينقطع أصله , فقال له سيدي : لا أسألك عن نسبك
الروحي وإنما أسألك عن نسبك الصوري فأطرق الشيخ ملياً ثم جلس على ركبتيه
وقال : أي ابراهيم تحدثاً بنعمة الله إن جدك هذا العبد العاجز هو سعد الدين
بن يونس بن عبد الله وأخذ يجر نسبه الشريف إلى سيدنا الحسن
u والرحمة والرضوان كما سبق ثم سأله ابراهيم المشار
إليه وقال له سيدي لمن ينتهي نسب والدتك فقال له : الله , الله أي ابراهيم
تحب التدقيق في الأمور فقال له سيدي خوفاً من وقوعي تحت الوعيد الشديد
الوارد في حق من انتسب إلى غير أبيه , فقال له : أي ولدي قد يقع في ذلك
كثير من الناس لا بمجرد الوهم بل محض افتراء ويحسبونه هيناً وهو عند الله
عظيم , أي ولدي : اعلم أن والدة جدك – وعنى نفسه – وقال : هي السيدة عائشة
بنت السيد أيوب بن السيد عبد المحسن بن السيد يحيى إلى أن أوصله إلى سيدنا
الحسين
u
رضي الله عنه وأمدنا بمدده آمين
[8]
- فيما ورد عن مولده ونشأته وبعضاً من صفاته وذريته رضي الله عنه :
ولد سيدنا سعد الدين في مكة المكرمة عام (460 هجرية) كما قيل في تاريخ
ولادته : (بدأ الهناء بسعد سعد الدين ) وتوفي قدس الله سره عام (575
هجرية)كما قيل في تاريخ وفاته:
(كمل نور سعد الدين) .
كان سيدنا سعد الدين فيما بلغنا عنه : لطيف الذات جميل الصفات أبيض اللون
معتدل القامة واسع العينين جهوري الصوت يستحي الناظر أن ينظر إليه لمهابته
وجلالة قدره
[9].
وروي أنه كان ذكياً موهوباً جميل الخلْق والخلُق نديّ الصوت مولعاً
بالفروسية وركوب الخيل والرماية والكرّ والفرّ , فقد انكب على حفظ القرآن
الكريم وهو في السابعة من عمره فأتمه وكان يرتله في الحرم المكي بصوت جميل
نديّ , وأتم تحصيله للعلوم الدينية في سنّ صغيرة فقد درس الحديث والتفسير
والتوحيد والتصوف والفقه على المذهب الشافعي رضي الله عنه وكان ملازماً
لوالده الشيخ يونس الشيباني الحسني في مجالسه ومارآه أحد من هذه الأمة إلا
وتوسم فيه الرفعة والسيادة والنجابة والوراثة المحمدية , وكان له عدة
سياحات طويلة في بقاع الأرض كان أولها باليمن ثم مصر وبلاد المغرب وبلاد
الشام وبيت المقدس والعراق مما زاد في تحصيله العلمي والمعرفي وزار الكثير
من العلماء والأولياء والصالحين , وقيل أنه كان يدون رحلاته قام بجمعها
ولده الشيخ محمد شمس الدين ورتبها في كتابين الأول : خصصه لرحلاته والثاني
: لمروياته[10] .
وفي هذه الفترة من عمر الشيخ المبكرة كانت البلاد الإسلامية يعمها الفوضى
والبلابل والفتن وابتليت بالحملات الصليبية التي كانت تغزو بلاد الشام
تباعاً فخرج الشيخ إلى بلاد الشام ونزل أرض الجولان تجاه جبل الشيخ فكر
عليه جماعة من قطاع الطرق لسلب أمتعتهم وأخذ مالديهم فكر عليهم الشيخ
فاستوثق زعيمهم وطلبوا منه أن يطلق سراحه وأن يتزعمهم وقد توسم فيهم الخير
والشجاعة وقرر أن يبقى معهم رغبة منه في استتابتهم وإصلاحهم فعمل على
مداواة نفوسهم وتوجيههم بحكمة وبُعْد نظر فدعاهم للتحلي بأخلاق الرجال
والفرسان وصور لهم معنى الرجولة والشجاعة وأثار فيهم نوازع الرجولة
والشجاعة والإقدام وشاع بين الناس أن الشيخ تزعم جماعة من قطاع الطرق وأنه
اشتغل بلهوه وبطالته ووصل الخبر إلى والده الشيخ يونس بمكة فاغتم لذلك وعظم
عنده الأمر فدخل المسجد الحرام وبذل مجهوده في الدعاء في أن يهدي الله ولده
أوياخذه لديه فما أتم دعائه حتى جاء الغوث من الله وبينما الشيخ وجنده ما
هم عليه إذ بنفر من ثلاثة أشخاص على خيول بيض بثياب بيض فأقبلوا عليهم
فصوّب عليهم الشيخ خشية منهم فنظر إليه أوسطهم وناداه مخاطباً بقوله تعالى:
{ألم
يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم
لذكر اللَّه وما نزل من الحق)[11]
فقال له : بلى يارسول الله آن , فأخذه البكاء وسقط مغشياً عليه من شدة
البكاء وكذلك جماعته صعقوا وقد أغمي عليهم من شدة الموقف فلما أفاق مسح
الرسول الأعظم
r
على صدره وأمره بالاستغفار وخلع عليه ردائه الشريف وألبسه الخرقة المباركة
ثم تقدم إليه أحد الفرسان وهو سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه وقد أخرج من
جيبه تمرات ثلاث وناولهن لحضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتفل
عليهن ونفث بأنفاسه المباركة وناولها للشيخ سعد الدين وقال له
r:
( خذها لك ولذريتك من بعدك إلى يوم القيامة .) فتناولها الشيخ وقبّلها
وقبلها وعظمها فأشرقت شمس القبول وصار ببركة المصطفى
r من كبار العارفين بالله ونال ما نال من الأسرار
الربانية فانجذب إلى مولاه وأفاض أنوار باطنه على ظاهره وجرت عليه صور
المجاهدة من غير مكابدة وعناء بل بلذاذة وهناء حتى امتلأ حب الله في قلبه
وقد روي أنه يكون جالساً فيبتسم ثم يغلب عليه الجلال فيبكي فيقول الله
فيخرج من فيه نور يشاهده الكثير من جلسائه . وقد ذكر الإمام المحدث
السخاوي ان الشيخ سعد الدين كان صاحب الوقت مبتدى وصاحب الأنفاس منتهى
وصاحب الأحوال بينهما قال القشيري ( النفس ترويح القلوب بلطائف الغيوب
وصاحب الأنفاس أرق وصفاً من صاحب الأحوال فالأوقات لأصحاب القلوب والأحوال
لأرباب الأرواح والأنفاس لأهل السرائر ) وقال أبو علي الدقاق :
( السر محل المشاهدة كما أن الأرواح محل المحبة والقلوب مجال المعرف والسر
ألطف من الروح والروح أشرف من القلب ويطلق لفظ السر على مايكون مصون مكنون
بين العبد والحق سبحانه وتعالى في الأحوال . )
وهكذا صارت روحه رضي الله عنه تترنم بألحان العرفان على عيدان أغصان
الإنسان فطار من مستوى النفس إلى أوج العقل ليأخذه تحت جناح طربه إلى مدينة
كان الله ولا شيء معه فالتقيا فارتقيا فوردا فشهدا فجمعا فوسعا فأعادا
غرائباً من حضرة
(
وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم )[12]
وبعد هذه الكرامة التي أكرم الله بها الشيخ سعد الدين رضي الله عنه عاد إلى
مكة المكرمة تلقاه والده وهنأه بما تفضل الله عليه وأذن له بالدخول في سلك
القوم ولقنه الذكر وألبسه الخرقة المحمدية ثم أمره بالتوجه إلى الشام حيث
فتوحه فيها فأنشأ رباطه ومسجده في جَبَا الشام وصار جنده الذين خرج من
أجلهم من العارفين والمجاهدين وصارت جبا الشام محط الرجال ومنارة للعلم
والمعرفة ومنهلاً للعارفين وعمّت بركات الشيخ الآفاق وذاع صيته
في الأمصار.
- سند الشيخ في الخرقة رضي الله عنه :
وأما سنده في الطريقة :فللشيخ رضي الله عنه سندان في الطريق أحدهما وهبي
والآخر كسبي ،فأما الوهبي :فهو ما اشتهر بين العام والخاص من القصة الشهيرة
التي أكرمه الله بها بلقاء سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولقنه الذكر وألبسه ردائه الشريف فانجذب إلى مولاه وصار ببركة المصطفى
صلى الله عليه وسلم من العارفين فقد فتح الله عليه فتوح العارفين فأصبح من
أكابر الواصلين أضاءت أوقاته بالوصل وأشرقت أوقاته بالوصل وأشرقت أنواره في
سماء الفضل والأمر فوق ما يقال على يد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم
وصحابته السادة المتقين رضي الله عنهم .فهذه الطريقة الوهبية المأخوذة عن
خير البرية صلى الله عليه وسلم .وأما سنده الكسبي : فقد أخذ الطريقة ولبس
الخرقة عن والده ومرشده البحر المحيط العلامة الشيخ يونس الشيباني المكي
الحسني وهو أخذ الطريقة عن الشيخ أبو بكر النساج عن أبي القاسم الجرجاني عن
أبي عثمان المغربي عن أبي علي الكاتب عن الشيخ علي الروذبادي عن شيخ
الطائفة الجنيد البغدادي عن خاله السري السقطي عن معروف الكرخي عن الإمام
علي الرضى عن الإمام موسى الكاظم عن والده الإمام جعفر الصادق والده الإمام
عن محمد الباقر عن والده الإمام علي زين العابدين والده الإمام عن والده
الإمام الحسين السبط
u
عن والده الإمام علي عن ابن عمه سيد الأنبياء والرسل سيدنا رسول الله
r
[13] .
-مؤلفات الشيخ رضي الله عنه :
للشيخ مؤلفات عديدة لم تزل مخطوطة ومحفوظة في المكتبات العامة والخاصة في
البلدان العربية والأجنبية ومنها :
1.
كتاب الفتوح : يقع في مجلدين من القطع الكبير .
2.
كتاب الهواتف ( مجلد )
3.
كتاب الأخبار .
4.
كتاب الوقائع ( مجلد )
5.
الورد الكبير والأوسط والصغير والورد الفضي
6.
حزب الفتوحات – حزب الصفا – حزب الأنوار والتحصين –الورد المسبع والمثلث-
مجموعة أوراد الليالي والأيام – صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وآله
وصحبه وسلم .وغيرها من الأوراد والأدعية المباركة ورقع وأسرار خاصة لأهل
الطريقة العلية
7.
مجموعة قصائد ومنظومات في التوحيد ومدح الرسول الأعظم والحقيقة المحمدية
[14].
كرامات الشيخ سعد الدين رضي الله عنه :
قال الله تعالى :
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}[15].
وروى سعيد بن جبير أن رسول الله
r
سئل: من أولياء الله؟ فقال: (الذين يذكر الله برؤيتهم). وقال عمر بن
الخطاب، في هذه الآية: سمعت رسول الله
r
يقول: (إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء
والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى). قيل: يا رسول الله، خبرنا من
هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: (هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام
بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور
لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ "ألا
إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"15.
فالكرامة جائزة عقلاً ونقلاً فالكرامة أمر خارق غير مقترن بدعوى النبوة ولا
هو مقدمة لها تظهر الكرامة على يد عبد صالح ملتزم بمتابعة نبي كلف بشريعته
مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح والولي ليس بمعصوم لأن العصمة للأنبياء
بل هو محفوظ وكرامات الأولياء لاتدخل تحت حصر .فالكرامة علامة على صدق
الولي والكرامة حسية ومعنوية فالمعنوية هي حفظ الآداب الشرعية ومكارم
الأخلاق وطهارة القلب ومراعاة حقوق الله وهي الأسمى عند الساة الصوفية وأما
الحسية فهي المتمثلة في الأمور المادية كالفراسة والكشف والإلهام وإجابة
الدعاء وغيرها. كما أن الكرامة تظهر في حياته وكذلك تظهر بعد وفاته دليلاً
على صدقه واستمرار مدده ولذا قيل ( من لم تظهر كرامته بعد موته كما كانت في
حياته فليس بصادق) والشيخ سعد الدين تتحقق فيه الكرامة المعنوية والحسية
فهو الشيخ العارف بربه والمرشد الكامل والإمام المجاهد , ولنذكر نبذة عن
بعض كراماته رضي الله عنه :
1.
يروى أن الشيخ ذهب مرةً لزيارة قطب الأولياء الباز الأشهب الشيخ عبد القادر
الجيلاني الحسني فرحب به وأتحفه وقربه ثم قال له يا سعد الدين من أحبنا جلب
لنا الحطب فطلب الشيخ أن يأتوه بالأسباب لجلب الحطب فأحضر له آلة القطع
والحزم والدواب اللازمة لذلك فسار الشيخ سعد الدين لجلب ما طلب منه على عجل
وبعد أن قطع الحطب وأراد أن يحملهم على الدواب فلم يجدهم وكان الشيخ عبد
القادر رضي الله عنه طلب من بعض مريديه أن يخبئوا الدواب امتحاناً للشيخ
فلما علم الشيخ سعد الدين بذلك صرخ على السباع والحيات فلما حضروا إليه عقد
الحيات كالحبال وحزم الحطب وحمله على السباع ودخل بهم دار السلام فهرب
الناس فزعين من هيبة المنظر حتى وصل الشيخ إلى الشيخ عبد القادر وأوصل
الحطب إلى أماكنها فقال له الشيخ عبد القادر :
( يا سعد الدين بك سعد الدين وأنت بركة المسلمين ولا ريب أن الولاية خرجت
من معدنها ففرق عسكرك من السباع والحيات إلى بواطنها . ) .
2.
قال صاحب عرائس المعاني رحمه الله : روي عن الشيخ الكبير علي الأكحل بن
الشيخ سعد الدين أنه قال : لقد منح الله والدي بكرامات لاتعد ولاتحصى وأطاع
الله له جنداً كثيراً من الجن كانوا يقومون على طاعته ويتبركون به .
3.
وروي أن الخليفة الناصر لدين الله العباسي كان له ولد مغرم به فحصل له عارض
أرضي فسأل عمن يلاطفه فلم يظفر بأحد فقيل له بأرض الشام رجل يقال له الشيخ
سعد الدين له مدد مديد في ذلك فتجهز السلطان بولده وأتى مقيداً إلى الشيخ
فلما وصل إلى الشام سأل بعض الناس عن الشيخ فقيل له بأن الشيخ قد انتقل إلى
رحمة الله تعالى منذ أيام فتأسف السلطان واستشار بعض أتباعه في الرجوع إلى
بلده فقيل له إن بركة الشيوخ عامة وبهم يغاث أصحاب المحن والدعاء وطلبوا
منه أن يدخل ولده إلى الضريح لعل بركته تحل عليه فأدخل الخليفة ولده إلى
الضريح وأغلق الباب عليه ثم بعد ساعة فتحوا الباب فلم يجدوه ووجدوا السلاسل
والقيود في القبة فتشوش السلطان لفقد ولده ثم توجه راجعاً إلى بغداد فلما
وصل كان في استقباله ولده وجنود أبيه فلما رآه الأب أغمي عليه فلما أفاق
سأل الخليفة ولده عما حدث فأخبره بأنه عندما وضعوه في الضريح وأغلقوا عليه
الباب خرج من القبر سبع فصرخ عليّ وقال لي قم فقمت وقد تساقطت عني القيود
والأغلال وحملني على ظهره فما شعرت إلا وأنا في فراشي وزال عني ما كنت فيه
ثم جهز مالاً جزيلاً بقصد العمارة على الضريح فرأى الشيخ في منامه قائلاً
له : لا تبنٍِِ شيئاً ولا تهدم بنائي وتصدق بمالك على الفقراء فتصدق به
الخليفة .
4.
ومن كراماته أنه إذا أخذ العهد على يديه أحد المريدين والتائبين ينقطع عن
الذنوب الكبائر وإذا أراد أن يفعل ذنباً يجد الشيخ أمامه كما هو فيمتنع عن
الذنب .
5.
ومن كراماته : أن رجلاً حصل له مرض مزمن وقد عجزت عنه الأطباء فقال لأهله
خذوني إلى الشيخ فيطلب من الشيخ أن يسأل الله له الشفاء فقال له اصبر إلى
وقت المناجاة في السحر فقال له المريض لا بل ادع لي الساعة فرفع رأسه إلى
السماء وكأن السماء قدفتحت لدعائه فعوفي لوقته .
6.
ومن كراماته : أنه كان في البادية فوجد راعياً على بئر يسقي غنمه فاستعار
الشيخ الدلو فأدلى به فوقع في البئر فنظر الراعي إلى الشيخ وقال له : لا
خير في المشايخ ولا الفقراء فتبسم الشيخ وقال للراعي : أصلح الله الراعي
أما تعلم أن
r
يقول ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) وهمّ الشيخ بإخراج الدلو فإذا
بالماء يرتفع إلى فم البئر فأخذ الدلو والحبل ودفعه الى صاحبه فلما رأى
الراعي ذلك المشهد ترامى على الشيخ فأجابه الشيخ : هون عليك يا أخي والله
هذا ليس مني وإنما من الله غيرةً على عباده .
7.
ومن كراماته : أنه في بعض أسفاره نزل مع أتباعه في مكان يصب فيه ما ساخن
فاغتسل الشيخ وأتباعه ثم جلسوا ليتناولوا الطعام فإذا برجل دخل بينهم وتعدى
عليهم وبيده سكين فقام نقيب الشيخ وضربه على يده فكسرت ذراعه فقال له الشيخ
: قم فاجبر ما كسرت فقام إليه ومسح عليها وبرئت بإذن الله تعالى .
8.
ومن كراماته : أن امرأة فقدت ولدها وكان أسيراً فطلبت من الشيخ أن يحضر
ولدها فأحضره لها في وقت العشاء وأخبر الولد أمه بما رأى من كرامة الشيخ
رضي الله عنه
9.
ومن كراماته : أنه أراد زيارة بيت المقدس وفي الطريق نزل بطرف بلد العرب
العصاة وضربوا له خيمة وإذا ببعض جماعته من أهل تلك البلدة أتوه بابنتهم
السطيحة ووضعوها أمام الشيخ فقامت تقوم بإذن الله تعالى وهي تقول : لا إله
إلا الله كما كان الشيخ يقول رضي الله عنه
10.
ومن كراماته : أن رجلاً من الجند نزل لزيارة ضريح الشيخ ومعه أمتعته وبينما
هو نائم سمع صرخة عظيمة فاستيقظ فإذا بلص جمع أمتعته وأراد الخروج فوقع
ملقى كالخشبة وصرخ وعندما أفاق تاب إلى الله ولازم العبادة هو والجندي إلى
أن لقيا الله تعالى .
11.
ومن كراماته أن أهل طريقته يبرؤن من الجنون بإذن الله تعالى وببركته يقول
الإمام العلامة الحافظ شمس الدين السخاوي : ( والشيخ سعد الدين من أنفاسه
يشفى العاني إذا أصاب نفوساً أي فساداً في العقل ونسله باق بكثرة وفيهم
رحمة ومن رحمة الله بهم من كان مخبلاً في عقله يشفى ببركتهم وبركة أسلافهم
إخوان خير مالديهم خلل في عقائدهم فهم أهل كتاب وسنة .
15
وقال المحبي: بنو سعد الدين طائفة بالشام معروفون بالصلاح , ومن المشهور في
طريقتهم أنهم يبرؤن من الجنون بإذن الله تعالى بنشر يخطون فيه خطوطاً
يشربها العليل ويحتمى لشربها عن كل ما فيه روح ثم يكتبون له عند فراغه من
شرب النشر حجاباً وفي الغالب يحصل الشفاء على أيديهم
[16]. وحكى النجم الغزي عن بعض الأصدقاء أنهم يقصدون
بتلك الخطوط التي يكتبونها بسم الله الرحمن الرحيم وهم يتلفظون بها حال
الكتابة وأصل هذه الخاصية التي لهم أن جدهم سعد الدين لما كوشف له بالنبي
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعلي رضي الله عنهما وحصل له ما تقدم ذكره
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذها لك ولذريتك من بعدك إلى يوم القيامة
فحصلت البركة له وانتقلت إلى ذريته من بعده[17].
- ذرية الشيخ سعد الدين الجباوي الإدريسي الحسني رضي الله عنه :
توفي الشيخ عام خمس وسبعين وخمسمائة ودفن في قرية جبا التابعة إلى محافظة
القنيطرة ومرقده هناك ظاهر يزار ويتبرك به على الدوام وقد أعقب ذرية كثيرة
في القرية المذكورة وفي دمشق وحوران ومصر وفي قرية الذيب بديار عكا والقدس
والخليل وصفد ونابلس وغيرها من بلاد الشام وبلاد تركيا وقد تفرقوا في كثير
من البلاد وكلهم على حال حسن وسيرة مرضية بارك الله فيهم . وقد أعقب الشيخ
سعد الدين رضي الله عنه تسعة ذكور وأربع إناث فأكبرهم :
2.
العارف بالله تعالى الشيخ محمد شمس الدين وقد هاجر إلى الأناضول وهو أول
من أدخل الخرقة السعدية إلى الأناضول وظهر بها واشتهر بها وأرشد السالكين
وانتفعت به أمة ثم عاد إلى دمشق وجبا حيث توفي فيها .
3.
ومنهم العارف بالله الشيخ يونس الأصغر دفين مصر في باب النصر وله بها ذرية
كثيرة وشهرة عظيمة وقبره ظاهر في الزاوية المسماة باسمه يزار ويتبرك به على
الدوام . ومن ذريته الشيخ حسين دفين مصر في الغريب وقبره الشريف يزار
ويتبرك به ومنهم السيد برهان الدين عثمان دفين مصر ومنهم القطب الشهير
السيد أحمد نور الدين دفين مصر ومنهم السيد قاسم الشهير دفين مصر ومنهم أبو
الفرج السعدي دفين مصر والسيدة أم الفضل مريم الزهراء وسعدية فهؤلاء السادة
ستة ذكور وابنتان هم أبناء السيد يونس الأصغر .
4.
ومن أبناء الشيخ سعد الدين : القطب الأجل الأكمل الأستاذ الشيخ علي الأكحل
دفين قرية جبا خارج قبة والده , وصفته أنه كان أسمر اللون طويل القامة
عريض المنكبين أكحل العينين كان إذ اغضب يظهر الزبد على أشداقه وكان في
حاجبه شجه .
5.
ومن أولاد الشيخ سعد الدين رضي الله عنه : العارف بالله الشيخ ابراهيم أبو
الوفا دفين رواق والده والعارف بالله الشيخ فخر الدين أحمد والعارف بالله
الشيخ برهان الدين عثمان الأكبر والعارف بالله الشيخ اسماعيل والعارف بالله
الشيخ
عبد الله الجنيد
والعارف بالله الشيخ جلال الدين أحمد المستعجل والسيدة الولية التقية عائشة
وأم المكارم فاطمة والسيدة أم الفضل علما والسيدة أم الخير رابعة فهم تسعة
ذكور وأربع إناث وإن والدتهم هي السيدة العابدة الزاهدة ولية الله الشريفة
فاطمة بنت السيد أحمد بن السيد حسن بن السيد أحمد بن السيد عثمان بن السيد
موسى بن السيد حسن بن السيد علي بن السيد عثمان بن السيد محمد بن السيد
الحسن بن السيد جعفر الزكي بن السيد الإمام علي الهادي بن السيد الإمام
محمد الجواد بن السيد الإمام علي الرضا بن السيد الإمام موسى الكاظم بن
السيد الإمام حعفر الصادق بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام علي
زين العابدين بن الإمام سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين الشهيد رضي
الله عنه بن السيد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من
سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهابنت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم .
6.
ومن ذرية الشيخ سعد الدين : صاحب الأسرار السبحانية وفائض الأنوار
الرحمانية القطب العارف بالله الشيخ المجاهد المعمر ابراهيم الأنور بن
الشيخ علي الأكحل دفين رواقه الشهير في قرية الذيب بديار عكا سنة ( 651
هجرية ) وهو أول من هاجر من قرية جبا إلى ديار عكا وله فيها زاوية ورواق
شهير وله ذرية مباركة , ومن ذريته الشيخ العارف بالله حسن الجباوي السعدي
الشاغوري نزيل الزاوية في مسجد الدّبان والمدفون فيها سنة ( 988 هجرية ) في
باب الصغير بدمشق الشام وهو ابن الشيخ محمد الكبير بن الشيخ محمد سعيد بن
الشيخ أبو بكر تقي الدين بن الشيخ ابراهيم الأنور رضي الله عنهم أجمعين .
7.
ومن ذرية الشيخ سعد الدين : القطب العارف بالله الشيخ حسن الجباوي الجناني
الميداني نزيل دمشق وهو صاحب الزاوية السعدية العامرة في الميدان ( ولد سنة
801 هجرية توفي سنة 914 هجرية ) ودفن في مقبرة باب الله بدمشق .
وهذا بعض ما جاء في ذريته المباركة الذين تفرقوا في كثير من البلدان وكلهم
على حال حسن وسيرة مرضية بارك الله فيهم .
أخوة الشيخ سعد الدين رضي الله عنه :
إن والد الشيخ سعد الدين هو الشيخ العارف بالله يونس الشيباني الشيبي
الجناني الحسني المكي ( مولده في مكة المكرمة سنة 420 هجرية وانتقاله في
مكة المكرمة سنة 531 هجرية ) وقد أعقب ذرية مباركة وهم :
1-
الشيخ العارف بالله محمد أبو هلال ولد في مكة سنة 455 هجرية وتوفي في
القاسمية في دمشق سنة 544 هجرية وقبره بها يزار وهو جد آل التغلبي الشيباني
بدمشق وجد آل الرجيحي الشيباني
2-
القطب العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني
( مولده بمكة سنة 460 هجرية وانتقاله في قرية جبا التابعة لمحافظة
القنيطرة.)
3-
الشيخ مؤيد الدين شيبان دفين الجولان .
4-
الشيخ عبد الله يونس وهو جد آل الشرابي السعدي في مدينة حماه ومدينة الخليل
بفلسطين توفي ودفن في مسجد بالبحصة بدمشق .
5-
الشيخ عبد الله مزيد في دمشق الشام .
6-
الشيخ محمد سعيد
[18].
بعض ما روي من نظمه رضي الله عنه :
قف
على باب كريم كلما
|
|
طرق الطارق بالخير فتح
|
وإذا أذنبت ذنباً فاحشاً
|
|
ستر الذنب وإن تبت سمح
|
وإذا ناديت ليلاً سيدي
|
|
قال لبيك وأعطى ومنح
|
نحن لا نعشق إلا عاشقاً
|
|
غلب الوجد عليه فشطح
|
وإذا
حادٍ تغنى باسمنا
|
|
قوي
الوجد عليه فافتضح
|
هذه
نسمة ذياك الحمى
|
|
عبقت
والعرف منها قد نضح
|
وبروق الغرب لما لمعت
|
|
ظهر
المحبوب منا واتضح
|
وكؤوس الحب قد أبدت لنا
|
|
عين
رقت من معان وملح
|
يا
بعيد الدار كم هذا الجفا
|
|
وزناد الشوق في قلبي قدح
|
إن
تكن منا فكن ممتثلاً
|
|
وافهم المعنى وخذ صافي القدح |
إنما
العلم كلحم ودم
|
|
ما حواه جسد إلا اصطلح
|
ومما ينسب إليه :
عبيدك في معاصيه تمادى
|
|
وبارز إذ طغى وبغى عنادى
|
فكم سودت من صحف ولكن
|
|
ستور الحلم غطين السوادا
|
ولامال يقربني إليهم
|
|
ولاجاه يقربني المرادا
|
فإن يرضيك إبعادي وطردي
على رأسي ولو أفنى الفؤادا
|
|
على رأسي ولو أفنى الفؤادا
|
واشف
معنّى قد تعنّى
|
|
وسد
الباب فانقلب ارتدادا
|
وهاأنا واقف بالباب فردا
|
|
كما
تأتي العبيد غداَ فرادى
|
تراك
معذبي يا نور عيني
|
|
وقلبي فيك قد أصفى المرادا
|
فيا
لله ما أهنى محبا
|
|
إلى
أحبابه ألقى القيادا
|
فيا
مولاي جد بالعفو وارحم
|
|
كثيباَأسا جهراَ ونادى
|
أقلني عثرتي يارب واغفر
|
|
لعبد في المعاصي تمادى
|
وقيل أيضاً في مدحه رضي الله عنه :
أنا العبد المقيم على العهود
|
|
ولو عدمت حياتي مع وجودي
|
وجودي منكم وبكم حياتي
|
|
وذكركموا أنيسي في لحودي
|
ملكتم قيد رقي في هواكم
|
|
بإطلاق المدامع والسهودي
|
مرادي منكم نظراً بلطف
|
|
على رغم العذول مع الحسود
|
فأنتم سادتي لا حلت عنكم
|
|
ولو
أضرمت في نار الوقودي
|
فرقوا واجبروا بالوصل كسري |
|
فجسمي ذاب من ألم الصدودي
|
ألا
ياشيخ سعد الدين أنت
|
|
المكنى بالولاية والسعود
|
وقد
أسقيت كاس الحب صرفاً
|
|
من
المختار في حان الشهودي
|
وقد
سقاك خير الخلق صرفاً
|
|
شراباً وافياً باقي الورودي
|
فكم
من مقعد قام يمشي
|
|
بلمس
منك من بعد الجمود
|
وكم
جلبت الأسير بجنح ليل
|
|
من
الكفاريسعى في القيود
|
عليك
من المهيمن كل وقت
|
|
سحائب رحمة فوق اللحود
|
ولا
زالت صلاة الله تهدى
|
|
إلى
المختار مصباح الوجود
|
ومما قيل في مدح الشيخ رضي الله عنه :
وبخامس الأقطاب سعد الدين من |
|
قد سما هب شفاء ومننا
|
وبالكوكب الساري على كل أمة
|
|
أبي الفتح سعد الدين قدوة جمعنا
|
هو العلم الجباوي
من شرّفت به
جبا |
|
فغدت
في الكون حصناً ومأمنا
|
ولي
أطاعته العواصي وقد سقى
|
|
بذكراه كل الكون راحاً فدندنا
|
أغثنا به جمعاً وهبنا بنجله
|
|
محمد
شمس الدين ستراً ممكناً
|
بيونس ساكن مصر بالأكحل الذي
|
|
أمد
تقي الدين رب فاستجب لنا
|
وقيل أيضاً في ذكر الكرامة التي أكرمه الله بها من رؤية المصطفى صل الله
عليه وآله وسلم وصحبه الكرام :
نلت سـعد الديـن سـعداً مستبيـن من يد المختار خير المرسلين
أيهـا الشيـخ المسـمى فـي الملا سعد دين الله ذا التقوى الأمين
لك وافـت مـن حبيـب الله شربـةً غدت تحيـي قلوب العاشـقين
ولقـد وافتـك مـن خيـر الـورى شربةً تشفى من الداء الدفين
جـلّ مـن أعطـاك هـذا سـيـدي ثم أبقاه لنسـلك أكـرميـن
وهذه القصيدة من نظم العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي قدس الله سره
في مدح آل الشيخ الكبير سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الادريسي
الحسني :
ركائب شوقي والحداة بهـم تحدو إلى الحي حيث البان بنفح والرند
وحيث رياض الذكر عابقة الشذا تروح بأهل الذكر وجداً كما تغـدو
سقى الله شـعب العامريـة يا لـه على البعد من شعب وإن كثرالبعد
فإن لقلبي في مغانيـه وقفـة بها ضج مني البان والعلم الفـرد
شجاني وميض البـرق مـن جهـة الحما وما مسعدي سعديولامتخذي نجدي
فقلـت لـه يا بـرق رفقـاً بمغرمٍ إذا غـبت يخفـى أو ظـهرت لـه يبدو
وأنت فسـلـم يـا نسيـم وحيهـم فـأخبـار أحبـابـي بهـا قـدم
العـهـد
ولم أنسهم ولكـن نسونـي وإنمـا لنار غرامي من هبوب الصبا وقد
وشوقـي إليهـم كامـلاً لـم يـزل لأولاد سعد الدين قد كمل السعد
مشايخ وقتٍ عطـر الكـون ذكرهـم فالعنبر الوردي يعبق ما الورد
وفي كل عصرٍ واحـد بعـد واحـدٍ بهم تنظم الذكرى ويتسق العقد
وقام بإبراهيم بـيت مقامهـم كـما قام شكر الله بالبيت والحمد
فطافـت به الراجـون مـن بركاته مزايا كمالٍ أو دع الأب والجد
فتى بهدى أسـلافـه الغـر يهتـدي ولا زالت القصاد تنحوه والوفد
له الصـدق في الأحوال مثل جدوده قديماً وغير الأسد لا تلد الأسد
هم القوم سر يا ابن الجباوي بسيرهم وما هو إلا الجذب في الله والوجد
ونفحة قـدسٍ نـدّهـا مـن يشمـه فــقد هـام حـتى مـا لـه مثلـهم نـد
صفـت لك أوقـات الصفـا يا ابـن مصطفى ودار بباب الله دار بها السعدّ
تجلـت بذكـر الله ذات سـتورنـا ولا سبب إلا المحبة والود
فقمنا بها طـوراً ونقـعـد تــارةً على سنن الأشياخ إذ فعلهم رشد
وما القصـد إلا الذكر في كل حالـةٍ كما جاء في قرآننا ذلك القصد
سلامي على السادات من سكنوا جبا بنـي القطب سعـد الدين مـن لـهم
المجد
ونسـل بني شـيبان سـادة معشرٍ بنور هديهم تبرأ الأعين الرمد
يخصـهـم عبـد الغنـي بتحيـةٍ تـعم وتـسليـم مـا لـه حد
علـى أمد الأوقـات ماهينـم الصبا فمالت غصون في حدائقها ملد
وهذه القصيدة في مدح آل القطب الرباني السيد الشيخ سعد الدين الجباوي قدس
الله سره:
ألا يـا آل ســـعد الديـن أنتــم أولوا الإمداد من فيض الودود
وأعطاكـم إلـه العـــرش سـراً وأيدكم على رغم الحسود
إذا جـاء السطيـح لكـــم بصدقٍ يقوم بيمن أسرار الجدود
وإن وافـاكـم ذوالسقــم يشفـى بإذن الله مولانا المجيد
أدام الله هـذا الفيــض دهـــراً وخولكم بإنعام مزيد
وذريـاتـكـم أهـل المـزايـــا ومنهم حين آمال الوفود
ولا زالـت صـلاة الله تهــــدى إلى المختار مصباح الوجود
كـذا الآل مـع صحـب كـــرامٍ نروم بجاههم عفو الحميد
مـدى الأيام ما وافـى مديحـــاً وطاب بمدحهم ختم القصيد
المراجع :
-
مشجرلت أنساب خاصة بأبناء الشيخ القطب العارف بالله سعد الدين الجباوي
الشيباني الحسني ( مخطوطات ) .
-
مختصر الرسالة العمرية والمحمدية في الرد عن السادة السعدية للشيخ عمر
زين الدين السعدي وولده الشيخ محمد شمس الدين السعدي الحلبي .
-
رسالة متضمنة النفحات القدسية والبهجة الناضرة كتبها الشيخ ابراهيم سعد
الدين .
-
الوفاء بالعهد للشيخ حمودة بن علي حمودة الخضري السعدي الشيباني شيخ
الطريقة السعدية بمصر .
-
خلاصة الأثر للمحبي .
-
طبقات الأولياء للحافظ السخاوي ( مخطوط ) .
-
مخطوط يتضمن طبقات الأولياء وفيها ذكر للشيخ العارف بالله سعد الدين
الجباوي الشيباني الحسني ونبذة عن ذريته للشيخ مصطفى سعد الدين الجباوي
نقيب الأشراف بصفد .
-
رسالة في نسب حضرة السلطان الشيخ سعد الدين الجباوي الحسني الحسيني
الشيبي المكي الجناني قدس الله سره وبعض أحواله وشمائله بقلم محمد غازي
حسين آغا الحسيني نسباً السعدي النقشبندي طريقة .
-
الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة للنجم الغزي .
-
مجموع في أركان طريقة الشيخ العارف بالله سعد
الدين الجباوي الشيباني بقلم السيد محمد مراد بن الأستاذ الشيخ ابراهيم
سعد الدين الجباوي الشيباني ( مخطوط ) .
[1] نسبة إلى قرية جبا التابعة إلى محافظة القنيطرة .
[2]
نسبة إلى جده مؤيد الدين شيبان دفين جامع الزيتونة بتونس .
[3]
نسبة إلى جده مولاي علي الشريف الجناني نزيل أم جنا ن نواحي الأربعة
بالمغرب
[4]
نسبة إلى جده لأبيه الإمام الحسن السبط رضي الله عنه .
[5]
نسبة إلى جده لإمه الإمام الحسين السبط رضي الله
عنه.
[6]
هذا الذي ثبت على الوجه الأصح نقلاً عن مخطوطات
ومشجرات صادرة عن الشيخ مصطفى سعد الدين نقيب الأشراف بصفد مصدقة ومختومة
أصولاً وفق محاضر رسمية .
[7]
سورة عم من الآية ( 31 ) إلى الآية ( 36 ) .
[8]
نقلاً عن مخطوط بخط الشيخ مصطفى سعد الدين نقيب
الأشراف بصفد .
[9]
نقلاً عن المصدر السابق.
[10]
نقلاً عن رسالة في نسب الشيخ سعد الدين الجباوي
وبعض أحواله وشمائله بقلم الأستاذ الشيخ محمد غازي حسين آغا الحسيني .
[11]
الحديد
16
12 الأنعام الآية ( 91 )
[13]
نقلاً عن الرسالة بقلم الشيخ محمد غازي آغا الحسيني .
14سورة يونس الآية 62 .
15
خلاصة الأثر للمحبي .
16
كرامات الشيخ نقلاً عن الرسالة العمرية والمحمدية في الرد عن السادة
السعدية للشيخ عمر زين الدين السعدي وولده الشيخ محمد شمس الدين وكذلك
البهجة الناضرة والوفاء بالعهد للشيخ حمودة الخضري شيخ الطريقة السعدية
بمصر .
17
بالنسبة لأخوة الشيخ سعد الدين نقلاً عن الرسالة بقلم الشيخ محمد غازي آغا
الحسيني
|