إن سعد الدين هو اسم لعائلة كبيرة
تعود بنسبها إلى القطب الشيخ سعد الدين الجباوي نزيل دمشق .
لقد ترك الشيخ رحمه الله ذرية ً كبيرة انبثق َ نورها من دمشق الشام إلى
باقي مناطق بلاد الشام ، و مدينة دمشق هي روح و حياة لآل سعد الدين .
دافع أحفاد الشيخ عن بلاد المسلمين ضد الاحتلال فنجدُ الشيخ إبراهيم الأنور
السعدي الجباوي قد خرج من دمشق مع صلاح الدين الأيوبي لطرد الصليبيين و قام
هو و ذريته { و من ذريته الشيخ حسن سعد الدين الجباوي الشاغوري صاحب
الزاوية السعدية بالشاغور و آل سعد الدين في مدينة صفد . } بحماية شواطئ
عكا التي كانت خراباً بعد خروج الصليبيين منها .
و قد كانت عائلة سعد الدين من كبرى عائلات مدينة دمشق و قدمت لدمشق شخصيات
دينية كبيرة ، حتى إن ّ الطريقة السعدية و هي طريقة آل سعد الدين هي
الطريقة الخاصة بأهل دمشق و قد سلكها الكثير من كبار شخصيات المجتمع .
و من فروع هذه العائلة الكريمة عائلة سعد الدين و عائلة السعدي و عائلة
عطايا السعدي في مدينة صفد بـــ فلسطين حيث كانوا علماء و مشايخ صفد .
و ينتشر أفراد هذه العائلة اليوم في بلاد الشام حسب ما يلي :
قاعدتهم الأولى في دمشق الشام { الزاوية السعدية العامرة في حي الميدان } و
قاعدتهم الثانية { الزاوية السعدية العامرة في حي الشاغور } . الطريقة
السعدية في بلاد الشام ، محمد غازي آغا ص 18 .
1- في حي الميدان بدمشق الشام : منهم الشيخ مصطفى بن حسن تاج السعدي
الجباوي و الشيخ محمد أديب بن الشيخ مصطفى السعدي الجباوي و الشيخ حسني بن
الشيخ محمد أديب السعدي الجباوي .
2- في حي الشاغور بدمشق الشام : منهم السيد أحمد بن الشيخ صالح سعد الدين
السعدي الجباوي .
3- في حي القيمرية بدمشق { زاوية مقام التوحيد } : منهم الشيخ إبراهيم
السعدي و الشيخ بدر الدين بن الشيخ إبراهيم السعدي و الشيخ مراد بن الشيخ
إبراهيم السعدي و الشيخ نجم الدين بن الشيخ إبراهيم السعدي ، و في هذه
الزاوية يمارس رجال الأسرة هناك نشاطهم في شهر ربيع الأول حتى التاسع و
العشرين من شهر رمضان المبارك من كل عام ، في ليلة الجمعة من كل أسبوع ، و
بعد قراءة الوظيفة السعدية و تلاوة القرآن الكريم ، و إنشاد المدائح
النبوية ، و الذكر و التسبيح ، و الخطبة و الدعاء ، تختتم الجلسة بالتبرك
بزيارة الأثر النبوي الشريف المحفوظ في محراب الزاوية المذكورة . المرجع
السابق ص 159
4- في حمص : منهم الشيخ المرشد الكامل الشيخ سعد الدين بن الشيخ خالد
السعدي الجباوي ، و في حلب أيضاَ .
5- في مدينة صفد بفلسطين : منهم الشيخ مصطفى بن محمد سعد الدين ، نقيب
السادة الأشراف في صفد ، و هو نسابة الأسرة السعدية في زمانه ، و عليه صار
تصحيح نسب السادة السعدية و فروعهم و مطابقتها عليه ، و إن أكثر وثائق
النسب المحفوظة بين أيدي السادة السعدية هي من تفريعه ، و منهم أيضاً الشيخ
حامد بن علي سعد الدين و الشيخ سليم بن حامد بن علي سعد الدين و الشيخ علي
بن مصطفى سعد الدين { صاحب مدرسة دوحة الوطن في دمشق ، القنوات } و الشيخ
سليمان بن الشيخ محمود سعد الدين تخرج من جامعات إستبول و كان عالماً
ضليعاً و قاضياً كبيراً ، و الشيخ محمد سعد الدين الجباوي الذي تخرج أيضاً
من جامعات إستنبول .
محمل الحج
و آل سعد الدين في مدينة دمشق
يعتبر "آل سعد الدين" من أعرق العائلات الدمشقية، وأكثرها ارتباطًا بطقوس
محمل الحج الشامي، حيث كان لشيوخ الأسرة السعدية موقعهم المميز في احتفالات
المحمل؛ لأن دارهم كانت المحطة الأهم لاستراحة المحمل الشريف، الذي كان
شعارًا لسيادة السلطان العثماني على الحرمين الشريفين، يوضع (المحمل) على
ظهر جملٍ جميل الشكل قوي وعال لا يستخدم لأي عمل سوى الحج، ويحمل إضافة
للمحمل الكسوة السلطانية إلى الكعبة الشريفة، وحين كان المحمل يتوقف في دار
سعد الدين يتقدم شيوخ الأسرة ووجهاؤها ليلقموا الجمل قطعًا من اللوز
والسكر، فيتهافت الناس على التقاط الفضلات من فم الجمل تبركاً وتحببًا؛
لأنه يحمل أعظم شعار يجتمع إليه المسلمون عند ذهابهم إلى الحج، وبعد وصول
المحمل إلى العسالي، ينتظر تجمع الحجاج يومًا أو يومين، حيث تسير قافلة
أمير الحج في طريقها إلى مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
كانت الدولة العثمانية تتحمل نفقات الحج، وتعهد بإمارته لواحد من كبار
العسكريين في دمشق، أو من زعماء العشائر العربية في فلسطين، ويهيأ هذا
الأمير للخروج بالحج، قبل حلول الموسم بثلاثة أشهر، فيقوم أولاً بـ"الدورة"
أي زيارة المناطق الجنوبية من دمشق لجمع المال اللازم، وقد يكون الوالي
نفسه أمير الحج، وهي مهمة صعبة وخطيرة لأن من واجباته أن يدفع عن الحجاج
اعتداءات القبائل التي تنوي بهم شرًّا، وقد تولّى أسعد باشا العظم –والي
دمشق- إمارة الحج مدة 14 عامًا، وكان الباشاوات في مختلف أنحاء السلطنة
العثمانية يتوقون إلى هذا اللقب.
تتكون قوافل الحج الشامي من عدة فئات تقوم بخدمة الحجاج والسهر على راحتهم
وحمايتهم، ولكن من هذه الفئات وظائفها: فالسقاة، كانوا يحملون القرب لنقل
المياه من البرك والآبار إلى الحجيج. والبّراكون، هم أصحاب الدواب التي
تنقل الحجاج وتكون من البغال والبراذين. والعكّامة وهم أصحاب الجمال
والهوادج التي تنقل الحجاج أيضًا، وأصحاب المشاعل، وهم حملة القناديل
ومشاعل الزيت، وطائفة أصحاب الخيم، ولكل هؤلاء رؤساء ومعاونون كثيرون،
مهيؤون لتأمين راحة الحجاج فأهل حي الشاغور وقصبة دوما للجمال، وأهل
الصالحية كان أكثرهم للسقاية والمشاعل وللبراكة، والبياطرة منهم أيضًا،
والجنود يخدمون أنفسهم، أما الأمير وأتباعه فإن مئات الأشخاص يكونون تحت
خدمته وخدمة معاونيه.
كان أمير الحج يخرج من سراي الحكم "المشيرية أو العسكرية" على رأس موكب
الحج بين 15–17 شوال، ويتخذ طريقه: الميدان، مجتازًا باب المصلى، ثم
الميدان الفوقاني، إلى باب الله أو بوابة مصر، في ممر يمتد نحو ثلاثة
كيلومترات متجهًا إلى قرية مزيريب، وبعد خروج الحج ببضعة أيام "من يومين
إلى خمسة" تخرج قافلة الحج الشامي من الطريق نفسه، يتلوها قافلة الحج
الحلبي، ومعهم حجاج العجم، ويبقى الجميع في مزيريب حتى يتم خروج الموكب
بأجمعه، وكانت رحلة الحج الشامي تستغرق أربعة أشهر من شوال حتى صفر.
وقد ألغي خروج المحمل من دمشق ايام الحرب العالمية الأولى
و مما قيل فيهم
يا بني السعديِّ أنتمُ |
سادةٌ نجبٌ كرامُ |
شيخكم حَامي جَبَا |
ضاءَ كالبدرِ
التمامِ |
يا مريدَ الحقِّ
أقبلْ |
بخشوع ٍ و احترامٍ |
و خذِ العهدَ غنياً
|
بحلالٍ عنْ حرامٍ
|
يا بني السعديِّ
هيَّا |
و أهلوا صرفَ
المدامِ |
و أديروا للحميَّا
|
فيها يُطفئُ الأُوام
|
بادروا للذكرِ طراً
|
بهيامٍ و غرامٍ |
فبذكرِ اللهِ يَجلى
|
كلُ كَرْبٍ وسِقام
|
حضرة الأذكار تجلى |
قلبَ منْ باللهِ
هامَ |
تلكَ روضاتُ جنانٍ
|
إدْخلوها بسلامٍ |
فصلاةٌ و سلامٌ |
للنبيِّ خيرِ
الأنامِ |
و لآلٍ و صحابٍ
|
ما حمامَ اليمنَ
حامِ |
يا بني السعديِّ
|
يا ذَوي المَجدِ |
لاحَ في الأكوانِ
|
كوكبُ السعدِ
|
حامي الجولانِ
|
أهيف القد |
صاحب البرهان
|
أشرف الجد |
القطب المشيد |
و النور المؤيد |
منجد العيان
|
من كل ضد |
سرَّه عيان
|
لكلِّ فردٍ |
معشرَ الأخوانِ |
قولوا في وجدٍ |
يا ربِ يا منانُ |
صاحبَ الحمدِ |
نَرتَجي الغُفْرَانَ |
بالنبيِّ المهديِّ |
ما أتى إنسانٌ
|
أي و لا وفدَ |
بفضلِ الرحمنِ |
فازَ بالقصْدِ |
صلِّوا على العدنانِ
|
صادق ِ الوعدِ |
السرِّ المعظَّمِ
|
و الكنزِ المطلسمِ |
|